إن تحرر الملك الصالح من حصار لؤلؤ لم يكن يعني أن الزعيم الأيوبي قد تخلص نهائياً من المتاعب، بل كان يعني أنه تحرر من سنجار لكي يخوض غمار صراع جديد، صراع على ما كان يعتقده حقَّا له ألا وهو خلافة أبيه، وفي سبيل هذه الغاية زحف صوب دمشق، وهناك أخذت الأحداث تتحرك لصالحه (?).
وكان أول هذه الأحداث هو استسلام الملك الجواد وتتحدث المصادر التاريخية عن الملك الجواد أنه لم تكن له رغبة في الملك وأنه كاتب الملك الصالح، عارضاً عليه تسليم دمشق في مقابل عدة مناطق ثانوية (?)، وهذا ما حدث بالفعل، فقد اتفق الاثنان على مقايضة دمشق بحصن كيفا وسنجار وعانة وفي ضوء هذا الاتفاق دخل الملك الصالح مدينة دمشق في مستهل جمادى الأولى سنة 636هـ، حينئذ شعر الملك الجواد بالندم وإرتفعت حرارة العداء بين الرجلين، غير أنها لم تصل إلى درجة الإنفجار، وذلك للمحاولات التي بذلها البعض، وفي النهاية قبل الملك الجواد مرغماً ما سبق الاتفاق عليه (?) ومن دمشق سار الملك الصالح على رأس قواته صوب مصر، وفي الطريق دخل في صراع مع الملك الناصر داود، وقد اسفر هذا الصراع عن استيلاء الملك الصالح على منطقة نفوذ الملك الناصر (?)، ونتيجة لذلك توجه الأخير إلى مصر، وأعلن انضمامه إلى جانب العادل (?).