ثم أقرب القبائل إليه بعدَهم قبيلتان كبيرتا العدد وهما أويرات وقنقورات (?) ثم نشبت الحرب بينه وبين الملك جلال الدين خُوَارزم شاه صاحب بلاد خُراسان والعراق وأذربيجان وغير ذلك من الأقاليم والممالك، فقهره جنكيزخان وكسره وغلبه، واستحوذ على سائر بلاده هو بنفسه وبأولاده في أيسر مدة وكان ابتداءُ ملك جنكيز خان في سنة تسع وتسعين وخمسمائة وكان قتاله لخوارزم شاه في حدود سنة ستَّ عشرة وستَّمائة ومات خوارزم شاه في سنة سبع عشرة فاستحوذ حينئذ على الممالك بلا منُازع ولا مُمانع، وكانت وفاته في سنة أربع وعشرين وستَّمائة فجعلوه في تابوت من حديد وربطوه بسلاسل وعلقَّوه بين جبلين هنالك وأما كتابه "الياساق" فإنه يُكتب في مجلدين بخطَّ غليظ، ويُحملُ على بعير معظم عندهم، وقد ذكر بعضهم عنه أنه كان يصعد جبلاً، ثم ينزل، ثم يصعد ثم ينزل حتى يعي ويقع مغشياً عليه، ويأمر من عنده أن يكتب ما يُلقى على لسانه حينئذ، فإن كان هذا هكذا فالظاهر أن الشيطان كان ينطق على لسانه بما فيها وذكر الجُويني أن بعض عُبّادهم كان يصعد الجبال في البرد الشديد للعبادة فسمع قائلاً يقول له: إنا قد ملّكنا جنكزخان وذريته وجه الأرض.