لم تتوقف الصلة بين الملك الكامل والإمبراطور، بل استمرت الرسل تتردد بين الطرفين، فبعد عودة الإمبراطور إلى بلاده أرسل رسالة إلى فخر الدين يبين له فيها شوقه إليه (?)، ويدعو له بالخير ودوام حكم الملك الكامل، ويشكو له ما فعله البابا (?) وبينما كان الملك الكامل بالجزيرة عام 627هـ/1230م وصله رسول الإمبراطور فردريك الثاني، ورسالة إلى فخر الدين بن شيخ الشيوخ (?)، يبلغه أخبار بلاده، وخلافه مع البابا واستمرت العلاقة قائمة بين الإمبراطور فردريك وأبنا الملك الكامل بعد وفاته (?)، وقد تعدّت العلاقة بين الطرفين التحالف السياسي إلى حَدَّ التبادل الفكري والثقافي والتمازج الحضاري، الذي كان أباطرة الدولة المقدسة مهيَّئين له بسبب تواجدهم في صقلية التي كانت مرجل تفاعل حضارات المتوسط (?).