ورُبمَّا كان كُلُّ ما سبق من الأسباب مجتمعة هي ما دفع جلال الدَّين للإقدام على خطوته الإنقلابية في العقيدة والتي كانت لها تأثيرات سياسيَّة وعسكرية كبيرة في علاقات الإسماعيلية في فارس والشَّام (?).
11 - عمارة قلعة الطور: في سنة 609هـ أو التي قبلها عمّر السلطان الملك العادل قلعة على جبل الطور وهو جبل عالٍ مطل على عكا بالقرب منها ولم يكن بناؤه مصلحة، فإن الفرنج بعد ذلك قصدوه وكادوا يملكونه، ولو ملكوه تعذر انتزاعه منهم، وتمكنوا به من بلاد الإسلام، وقطعت غاراتهم الطريق على الديار المصرية وكان على هذا الجبل قلعة من أيام الفرنج وملكت في الفتوح الصلاحية، ثم خرّبه المسلمون لما ملكوا عكا وعفوا.
- أثرها ثم ترجَّح عند الملك العادل تخريب حصن كوكب وعمارة قلعة الطور، فنزل بعساكره حولها، وأحضر الصناع من كل بلد واستعمل جميع أمراء العسكر في البناء ونقل الحجارة ... ولم يزل مقيماً عليه حتى بناه (?).
- هذه بعض الدروس والعبر والفوائد المتفرقة في عهد الملك العادل جمعت في نهاية حياته رحمه الله تعالى.
الفصل الثاني
عهد الملك الكامل بن العادل الأيوبي
السلطان الكبير الملك الكامل ناصر الدُنيا والدين أبو المعالي وأبو المظفر محمد ابن الملك العادل أبي بكر بن أيوب صاحب مصر والشام وميّافارقين وآمد وخِلاط والحجاز واليمن وغير ذلك (?)، ولد في سُنة ست وسبعين وخمس مئة، فهو من أقران أخويه المُعظمَّ والأشرف، وكان أجل الثلاثة وأرفعهم رُتبة (?)، وتملكَّ الديار المصرية أربعين سنة شطرها في أيام والده، وكان عاقلاً مهيباً، كبير القدر (?).