وقد لفت نظري أسلوب علماء الأمة في مناصرة الإسلام ورسول الله صلى الله عليه وسلم في عهد الحروب الصليبية ونحن في أشد الحاجة إليه بحيث تكون مناصرتنا لرسول الله شاملة وفق رؤية استراتيجية متكاملة، ونخرج من موقع المدافع إلى الهجوم حيث أنه خير وسيلة للدفاع، فلنشغل القوم بأنفسهم، وندعوهم إلى الدين الصحيح، والعقيدة السليمة وخاتم النبيين والمرسلين، إن لدى أمتنا رصيداً زاخراً وتراثاً كبيراً، مما كتبه، القرطبي، والقرافي والخزرجي وابن تيمية وابن القيم والجهد المشكور الذي قام به الداعية أحمد ديدات – رحمه الله – وغير ذلك كثير، إذن فلتكن رؤيتنا واستراتيجيتنا لنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وديننا العظيم يقول الشيخ محمد الغزالي في كتابه قدائف الحق: أن القوم لو شغلوا بترهات دينهم، ومضحكات عقيدتهم، لأجهدناهم أي جهد، وشغلناهم كل مشغل (?) وهذا الكلام صحيح ولكنني أذهب إلى دعوتهم والحرص على سلامتهم، والأخذ بأيدي الباحثين عن الحقيقة منهم إلى بر السلام، وعلينا أن نترك أسلوب الدفاع ولنتقل إلى الهجوم على عقائدهم الفاسدة، يقول أبو الحسن الندوي – في تقديمه لكتاب العلامة رحمة الله الكيرانوي (إظهار الحق) مادحاً أسلوبه وخطته الهجومية: وهكذا ظهر هذا الكتاب إلى حيز الوجود ويمتاز بعدة ميزات منها: أن المؤلف آثر خطة الهجوم على خطة الدفاع، التي لا تزال أقوى وأكثر تأثيراً في النفس؛ فإنها تلجئ الخصم إلى أن يتخذ موقف الدفاع وأن يقف في قفص الاتهام ويدافع عن نفسه وينفي التهمة، لذلك لما طبع كتاب العلامة رحمة الله الكيرانوي أثار ضجة كبرى في الأوساط النصرانية والأوروبية ناهيك عما كتبته صحف إنجلترا تعليقاً على هذا الكتاب: لو دام الناس يقرأون هذا الكتاب لوقف تقدم المسيحية في العالم (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015