وهي من أشراط الساعة جاء ذكرها في الأحاديث ضمن العلامات الكبرى، فعن حذيفة بن أسيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الساعة لن تقوم حتى تروا عشر آيات ... فذكر منها وثلاثة خسوف، خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب (?)، وهذه الخسوف تكون عظيمة وعامة لأماكن كثيرة من الأرض في مشارقها ومغاربها وفي جزيرة العرب. وقد وجد عبر التاريخ الخسف في مواضع ولكن يحتمل أن يكون المراد بالخسوف الثلاثة قدراً زائداً على ما وُجد، كأن يكون أعظم منه مكاناً وقدراً (?).
ومنها خروج النار العظيمة وهي من أشراط الساعة الكبرى، وأول الآيات المؤذنة بقيام الساعة وجاءت الروايات بأن خروج هذه النار يكون من اليمن، من قعرة عدن، فقد جاء في حديث حذيفة بن أسيد في ذكر أشراط الساعة الكبرى قوله صلى الله عليه وسلم: وآخر ذلك نار تخرج من اليمن، تطرد الناس إلى محشرهم (?)، وفي رواية له عن حذيفة أيضاً: ونار تخرج من قعرة عدن ترحل الناس (?). وكون النار تخرج من قعر عدن لا ينافي حشرها الناس من المشرق إلى المغرب، وذلك أن ابتداء خروجها من قعر عدن فإذا خرجت انتشرت في الأرض كلها ... وعندما تنتشر يكون حشرها لأهل المشرق (?).
قال تعالى:" وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ" (النمل، آية: 87).
وقد سمّاه الله تعالى أيضاً الناقور، كما قال تعالى:" فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ" (المدثر، آية: 8).