فهذه الآية الكريمة جاء فيها ذكر خروج الدابة، وأن ذلك يكون عند فساد الناس، وتركهم أوامر الله، وتبديلهم الدين الحق، يُخرج لهم دابة من الأرض، فتكلّم الناس على ذلك (?)، قال العلماء في معنى قوله تعالى:" وَقَعَ الْقَوْلُ"، أي: وجب الوعيد عليهم، لتماديهم في العصيان والفسوق والطغيان، وإعراضهم عن آيات الله وتركهم تدبرها، والنزول على حكمها، وانتهائهم في المعاصي إلى ما لا ينجح معه فيه موعظة، ولا يصرفهم عن غيهم تذكرة، يقول عز من قائل فإذا صاروا كذلك:" أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ"، أي: دابة تعقل وتنطق، والدواب في العادة لا كلام لها ولا عقل، ليعلم الناس أن ذلك آية من عند الله (?).

روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بادروا بالاعمال ستاً: الدجال، والدخان، ودابة الأرض، وطلوع الشمس من مغربها، وأمر العامة، وخويصه أحدكم (?).

سادساً: المهدي:

جاءت الأحاديث الصحيحة الدالة على ظهور المهدي، وهذه الأحاديث منها ما جاء فيه النص على المهدي ومنها ما جاء فيه ذكر صفته فقط، ومن هذه الأحاديث:

ــ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتُخرج الارض نباتها، ويُعطى المال صحاحاً، وتكثر الماشية، وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أو ثمانياً يعني: حججاً (?).

ــ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبشركم بالمهدي، يبعث على اختلاف من الناس وزلازل، فيملأ الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً يرضي عنه ساكن السماء وساكن الأرض يقسم المال صحاحاً. فقال له رجلاً: ما صحاحاً؟ قال: بالسوية بين الناس (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015