وكقوله تعالى:"وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا" (الكهف، آية: 47) وكقوله تعالى:"وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ".

وتكلمت عن مكان الحشر، وصفة الناس في الحشر، وأحوالهم وخوفهم الشديد، وبينت أهوال يوم القيامة التي ذكرت في القرآن الكريم، كدك الأرض ونسف الجبال، وقبض الأرض وطيء السماء، وتفجير البحار وتسجيرها، وموران السماء وانفطارها، وتكوير الشمس وخسف القمر وتناثر النجوم، وسجود الخلائق لله سبحانه عند إتيانه للفصل بين العالمين ونزول الملائكة، ووضحت أحوال الكفار يوم القيامة كذلتهم وهوانهم وحسرتهم وبأسهم، واسوداد وجوههم، واحباط أعمالهم وفضيحتهم أمام الخلائق وتخاصمهم في الموقف، وكتخاصم العابدين والمعبودين والأتباع مع القادة المضلين، والضعفاء مع السادة والملوك، والمرء مع قرينه وأعضائه، ومقتهم لأنفسهم كل ذلك من خلال القرآن العظيم، وذكرت صفة حشرهم، كحشرهم وهم عطاش، وهم عمى وصم وبكم، كما كان لأحوال عصاة الموحدين نصيب من الحديث في هذا الكتاب، كالذين لأيودون الزكاة، وأصحاب الغلول، والمتكبرون، غاصب الأرض، والغادرون، وذو الوجهين، والحاكم الذي يتحجب عن رعيته، كما كان لحال الأتقياء ذكر، فهم لا يخافون ولا يحزنون ولا يفزعون إذا فزع الناس يوم الفزع الأكبر، كما أن وجوههم بيض، ويظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله بسبب أعمالهم في الدنيا والتي من أهمها العدل في حكمهم وأهليهم وما ولّوا، والتيسير على المعسرين والذين يسعون في حاجة إخوانهم ويسدّون خلتهم والكاظمين الغيظ، وعتقهم للرقاب، وفي المبحث الثالث، تكلمت عن الشفاعة وذكرت الأدلة القرآنية والنبوية في ثبوتها، وأقسامها، وشروطها وأنواعها، كختصاصة صلى الله عليه وسلم باستفتاح باب الجنة، والشفاعة في أهل الكبائر، والشفاعة في أقوام يدخلوا الجنة بغير حساب، وعن الشفعا غير النبي صلى الله عليه، كالملائكة والأنبياء عليهم الصلاة والسلام والمؤمنون الصالحون، الشهداء وأولاد المؤمنين، والقرآن الكريم وكان الحديث عن الأسباب الجالبة للشفاعة كالتوحيد وإخلاص العبادة لله، والصيام،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015