ومن خلال مسيرتي في عالم التاريخ رأيت كيف قامت الدول وزالت، وتوسعت الحضارات ثم تبخرت كأن لم تغن بالأمس، وكم من ملوك وأمراء وقادة وحكام وعلماء وفقهاء، وفلاسفة، وعوام من الناس لا يحصيهم إلا الذي خلقهم، قد ماتوا وأصبحوا في الأمس الغابر، ودخلوا في عالم البرزخ العظيم.
هذا الكتاب يتحدث عن مصير البشرية بدون استثناء ويجيب عن أسئلة حيَّرت الكثير من العقول لبعدها عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
إن هذا العالم الذي نعيش فيه قد اضطربت فيه التصورات وانحرفت فيه العقائد عن الله والكون، والإنسان والحياة، والقضاء والقدر، والجنة والنار، والمسلمون يملكون عقيدة سليمة لا يملكها غيرهم، وحباهم الله بكتابه العزيز الذي حفظه من الضياع والتحريف وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم وهي شارحة ومبينة لكتاب ربنا عز وجل، فبإمكاننا أن نقدم للعالم شيئاً يحتاجه ولا يملكه ومفتقر إليه ولا يستغني عنه.
إن بني البشر يسألون عن مصيرهم وإلى أين هم ذاهبون ويخشون من الموت وأهواله ويبحثون عن إجابات شافية ماذا بعد الموت؟
وصدق الله العظيم القائل في محكم كتابه " أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ*فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ" (المؤمنون، آية: 115 ـ 116) في هذا الكتاب إجابات شافية ووافية لتسأولات الكثير من بني الإنسان قد جمعتها من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة واسترشدت بأقوال علماء راسخين وفقهاء ربانيين حفظ الله جهودهم العلمية في أمهات الكتب القديمة والحديثة والمراجع والمصادر الموثوقة.