أنت الذي آويتني وحبوتني ... وهديتني من حيرة الخذلان
وزرعت لي بين القلوب مودَّة ... والعطف منك برحمة وحنان
ونشرتَ لي في العالمين محاسناً ... وسترت عن أبصارهم عصياني
وجعلت ذكري في البرية شائعاً ... حتى جعلت جميعهم إخواني
والله لو علموا قبيح سريرتي ... لأبي السلام عليَّ من يلقاني
ولأعرضوا عنَّي وملَّوا صحبتي ... ولبُؤْتُ بعد كرامة بهوان
لكن سترت معايبي ومثالبي ... وحلمت عن سقطى وعن طغياني
فلك المحامد والمدائح كلها ... بخواطري وجوارحي ولساني
ولقد مننت عليَّ ربِّ بأنعم ... مالي بشكر أقلِّهنَّ يدَان
فوحقِّ حكمتك التي آتيتني ... حتى شددت بنورها بُرهاني
لئن اجتبتني من رضاك معونة ... حتى تقوي أيْدُها إيماني
لأسبحنّك بكرة وعشية ... ولتخدمنك في الدُّجى أركاني
ولا ذكرنك قائماً أو قاعداً ... ولا شكرنك سائر الأحيان
ولأكتمن عن البريَّةِ خلتَّي ... ولا شكونَّ إليك جهد زماني
ولأقصدنك في جميع حوائجي ... من دون قصد فلانة وفلان
ولأحسمنَّ عن الأنام مطامعي ... بحُسام يأس لم تشُبْهُ بناني
ولا جعلنَّ رضاك أكبر همتي ... ولا ضربن من الهوى شيطاني
ولا كسون عيوب نفسي بالتُّقى ... ولأقبضن عن الفجور عناني
ولأمنعن النفس عن شهواتها ... ولأجعلن الزُّهد من أعواني
ولا تلون حروف وحيك في الدّجى ... ولأحرقن بنوره شيطاني (?)
"سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك"