وبعد: فهذا ما يسره الله لي من حديث عن اليوم الآخر تضمّها هذا الكتاب وقد سميته "الإيمان باليوم الآخر".
فما كان فيه من صواب، فهو محض فضل الله عليَّ، فله الحمد والمنَّة، وما كان فيه من خطأ، فاستغفر الله تعالى وأتوب إليه، والله ورسوله بريءُ منه، وحسبي أني كنت حريصاً ألاّ أقع في الخطأ، وعسى ألا أحرم من الأجر.
وأدعو الله أن ينفع بهذا الكتاب بني الإنسان وأن يذكرني من يقرؤه من إخواني المسلمين في دعائه، فإن دعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب مستجابة إن شاء الله تعالى وأختم هذا الكتاب بقول الله تعالى:" رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ" (الحشر، آية: 10)
ويقول الشاعر:
يا منزل الآيات والفرقان ... بيني وبينَك حرمة القرآن
إشرح به صدر لمعرفة الهدى ... واعصم به قلبي من الشيطان
يَسِّر به أمري وأقض مآربي ... وأجر به جسدي من النِّيِران
واحطُطْ به وزري وأخلص نيَّتي ... واشدُدْ به أزرِي وأصلح شاني
واكشُف به ضُرِّي وحَقِّقْ توبتي ... واربح به بيعي بلا خسراني
طهِّر به قلبي وصَفِّ سريرتي ... أجمل به ذكري واعلِ مكاني
واقطع به طمعي وشرّف همَّتي ... كثر به ورعي واحي جناني
أسهر به ليلي وأظم جوارحي ... أسبل بفيض دموعها أجفاني
أُمزجه يا ربِّ بلحمي مع دمي ... واغسل به قلبي من الأضغاني
أنت الذي صوَّرتني وخلقتني ... وهديتني لشرائع الإيمان
أنت الذي علَّمتني ورحمتني ... وجعلت صدري واعيَ القرآن
أنت الذي أطعمتني وسقيتني ... من غير كسب يدٍ ولا دكان
وجبرتني وسترتني ونصرتني ... وغمرتني بالفضل والإحسان