بل لا وجه للمقارنة فإن موضع السوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها، فعن سهل بن سعد الساعدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها (?)، وقال صلى الله عليه وسلم: لغدوة أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها (?)، وقارن نساء أهل الجنة بنساء الدنيا لتعلم فضل ما في الجنة على ما في الدنيا، عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم: لروحة في سبيل الله أو غدوة خير من الدنيا وما فيها ولقاب قوس أحدكم من الجنة أو موضع قيد ـ يعني سوطه ـ خير من الدنيا وما فيها، ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحاً ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها (?).
وقال تعالى:" ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ" (الزخرف، آية: 70): أي تفرحون والفرح في القلب (?).
3ــ الجنة خالية من شوائب الدنيا وكدرها: فطعام أهل الدنيا وشرابهم يلزم منه الغائط والبول والروائح الكريهة، وإذا شرب المرء خمر الدنيا فقد عقله، ونساء الدنيا يحضن ويلدن، والحيض أذى والجنة خالية من ذلك كله، فأهلها لا يبولون ولا يتغوطون ولا يبصقون ولا يتفلون وخمر الجنة كما وصفها خالقها:" بَيْضَاء لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ" (الصافات، آية: 46) وماء الجنة لا يأسن، ولبنها لا يتغير طعمه " أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ" (محمد، آية: 15) ونساء أهل الجنة مطهرات من الحيض والنفاس وكل قذورات نساء الدنيا، كما قال تعالى:" وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ" (البقرة، آية: 25).