وقد صور لنا الرسول صلى الله عليه وسلم قلة متاع الدنيا بالنسبة إلى نعيم الآخرة بمثال ضربه فقال: والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم أصبعه هذه ـ وأشار بالسبابة ـ في اليم ـ فلينظر بم ترجع (?). ما الذي تأخذه الأصبع إذا غمست في البحر الخضم، إنها لأتأخذ منه قطرة هذا هو نسبة الدنيا إلى الآخرة ولما كان متاع الدنيا قليل، فقد عاتب الله المؤثرين لمتاع الدنيا على نعيم الآخرة، قال تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ" (التوبة، آية: 38).
2ــ هو أفضل من حيث النوع: قال تعالى:" وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى" " وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى"، فثياب أهل الجنة وطعامهم وشرابهم وحليهم وقصورهم أفضل مما في الدنيا قال تعالى:" وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا" (الإنسان، آية: 20).