ولمن دخل الجنة ما يشاء من النعيم، وله كل يتمنى ويطلب، بل له فوق هذا بكثير قال تعالى:" وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْرًا لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ*جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللّهُ الْمُتَّقِينَ" (النحل، آية: 30 ـ 31) وقال تعالى:" لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ" (ق، آية: 35).

وما الظن بمكان موضع السوط أو القوس فيه خير من الدنيا وما فيها، فعن سهل بن سعد الساعدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: موضع السوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها (?)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقاب قوس في الجنة خير مما تطلع عليه الشمس وتغرب وقال: لغدوة أو روحة في سبيل الله خير مما تطلع عليه الشمس وتغرب (?).

وما الظن بمكان الغمسة الواحدة فيه تنسى المعذَّب كل عذابه وشقائه في الدنيا، فعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يُوتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ في النار صبغة، ثم يقال: يا ابن آدم هل رأيت خيراً قط، هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ صبغة في الجنة، فيقال له: يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط، هل مر بك شدة قط؟ فيقول؟ فيقول: لا والله يا رب، ما مر بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015