وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر (?).
ومعنى قوله تعالى:" ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ" أي: ما كان دون الموت فهو قريب، وقال الحسن البصري: مالم يغرغر (?).
ولقد دلت الأحاديث الصحيحة على أن من تاب إلى الله عز وجل وهو يرجو الحياة فإن توبته مقبولة ولهذا قال تعالى:" فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً"، وأما متى وقع اليأس من الحياة، وعاين ملك الموت وخرجت الروح في الحلق وضاق بها الصدر وبلغت الحلقوم وغرغر (?) النفس صاعدة للخروج من البدن، فلا توبة مقبولة حينئذ، ولهذا قال تعالى:" وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ" (النساء، آية: 18).
1ـ قال تعالى:" فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ" (الواقعة، آية: 83ـ 85). فلولا إذا بلغت الحلقوم أي: الروح، والحلقوم هو الحلق، وذلك حين الاحتضار " وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ" أي إلى المحتضر وما يكابده من سكرات الموت " وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ " أي بملائكتنا "وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ" أي ولكن لا ترونهم (?).