والظاهر من السياق ههنا أنه المهلك ويجوز أن يكون وادياً في جهنم أو غيره، والمعنى أن الله تعالى بين أنه لا سبيل لهؤلاء المشركين ولا وصول لهم إلى آلهتهم التي كانوا يزعمون في الدنيا وأنه فرق بينهم وبينها في الآخرة، فلا خلاص لأحد من الفريقين، بل بينهم مهلك وهول عظيم وأمر كبير (?).

7ـ جبال النار: قال تعالى:" سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا" (المدثر، آية: 17). قال ابن عباس في تفسير هذه الآية: جبل في جهنم (?).

8ـ سرادق النار: قال تعالى:" إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا" (الكهف، آية: 29): السرادق: كل ما أحاط بشيء من حائط أو مضرب أو خباء (?). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لسرادق النار أربع جدر كثف كل جدار مثل مسيرة أربعين سنة (?)، وهذا السور له أعمدة ممددة طويلة كما قال تعالى:" إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ * فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ" (الهمزة، آية: 8، 9).

9ـ سعة النار وبُعد قعرها وعظم عمقها: ويدل على ذلك أمور كثيرة منها:

أ ـ أن من أسماء النار الهاوية: أي يُهوى بها لبعد قعرها، وعن أبي هريرة قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سمع وجبة فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" تدرون ما هذا؟ قال: قلنا الله ورسوله أعلم، قال: هذا حجر رمي به في النار منذ سبعين خريفاً فهو يهوى في النار الآن حتى انتهى إلى قعرها (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015