ب ـ إن المراد من كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ثم ارتد بعده فيناديهم النبي صلى الله عليه وسلم إن لم يكن عليهم سيمة الوضوء لما كان يعرفه صلى الله عليه وسلم في حياته من إسلامهم، فيقال: ارتدوا بعدك.

ج ـ إن المراد به أصحاب المعاصي والكبائر الذين ماتوا على التوحيد، وأصحاب البدع الذين لم يخرجوا ببدعتهم عن الإسلام، وعلى هذا لا يقطع بهؤلاء الذين يذادون بالنار يجوز أن يذادوا عقوبة لهم، ثم يرحمهم سبحانه وتعالى فيدخلهم الجنة بغير عذاب (?)، ونقل هذه الأقوال، أو قريباً منها، القرطبي وابن حجر رحمهما الله تعالى (?).

ولا يمتنع أن يكون أولئك المذادون عن الحوض هم من مجموع تلك الأصناف المذكورة، فإن الروايات محتملة لكل هذا، ففي بعضها يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (فأقول أصحابي) أو (أصيحابي) ـ بالتصغير ـ وفي بعضها يقول: (سيؤخذ أناس من دوني) فأقول: يا ربي مني ومن أمتي، وفي بعضها يقول (ليردن عليّ أقوال أعرفهم ويعرفونني (?)) وظاهر ذلك أن المذادين ليسوا طائفة واحدة، وهذا هو الذي تقتضيه الحكمة، فإن العقوبات في الشرع تكون بحسب الذنوب فيجتمع في العقوبة الواحدة كل من استوجبها من أصحاب ذلك الذنب (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015