وبهذا يتضح أن تبديل الصفات في الحشر الأول إلى أرض المحشر عندما تنسف الجبال والمرتفعات وتسوى الأرض، فلا يبقى في تلك الارض معلم لأحد، وأما ذهاب الارض بالكلية ففي الحشر الثاني إلى ارض الحساب قبل جسر جهنم، والله تعالى أعلم (?).
7ـ سجود الخلائق لله سبحانه عند إتيانه للفصل بين العالمين ونزول الملائكة: بعد بعث الناس من قبورهم وحشرهم لأرض المحشر وحصول أهوال يوم القيامة وتبديل هذه الأرض وحشر الناس لأرض الحساب عند الجسر تنزل الملائكة صفوفاً، قال تعالى:" وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا" (الفرقان، آية: 25).
وقال تعالى:" يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا * ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا" (النبأ، آية: 38، 39)
والمقصود بالروح جبريل عليه السلام.
ــ وقال تعالى:" هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ" (النحل، آية: 33).
ومن هذه الملائكة هنالك ثمانية أملاك تحمل عرش الرحمن سبحانه وتعالى:" وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ" (الحاقة، آية: 17).
ويأتي رب العزة للفصل بين العباد" وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا" (الفجر، آية: 22). أي والحال أن الملائكة صفوفاً (?).
ــ وقال سبحانه:" هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الامُورُ" (البقرة، آية: 21).