ووقفت مع قوله:" وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا {71} ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا" (مريم، آية: 71 ـ 72)، وعلاقة هذه الآية بالمرور على الصراط وياله من موقف يشيب لهوله الولدان ها هي الأمانة على الصراط لتقول لكل خائن يمر عليها أين الأمانة التي ضيعتها؟ أين أمانة الأموال التي سرقتها؟ أين أمانة الشهادة لهذا الدين؟ أين الأمانات التي أبت السماوات والأرض والجبال أن يحملنها وأشفقن منها وحملتها أنت الإنسان، بل ها هي الرحم تتعلق على الصراط لتقول لكل من قطعها: أين صلة الرحم التي قطعتها في الدنيا؟ وماذا ستصنع في اليوم أمام تلك الأهوال.

قال الشاعر:

أبت نفسي تتوب فيما احتيالي ... إذا برز العباد لذي الجلالي

وقاموا من قبورهم سكارى ... بأوزار كأمثال الجبال

وقد نصب الصراط لكي يجوزوا ... فمنهم من يكب على الشمال

ومنهم من يسير لدار عدن ... تلقاه العرائس بالغواني

يقول له المهيمن يا ولي ... غفرت لك الذنوب فلا تبالي

وفي الفصل الرابع كان الحديث عن النار والجنة وافردت في المبحث الأول: مقدمات، كخلود الجنة والنار وكونهما مخلوقتان موجودتان الآن، ومكانهما، وأصحاب الأعراف وفي المبحث الثاني تكلمت عن النار، واسمائها وخزنتها وصفتها وما أعد الله لأهلها ومطالبهم فيها وصور من عذابها، وفي المبحث الثالث، اشرت إلى موانع انفاذ الوعيد، كالتوبة والإستغفار، والحسنات الماحية، ودعاء المؤمنين، وإهداء القربات، والشفاعة لأهل الكبائر، والمصائب المكفرة والعفو الإلهي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015