إن توحيد الله سبحانه وتعالى في أسمائه وصفاته يتطلب التقيد في ذلك بكتاب ربنا وبسنة رسولنا صلى الله عليه وسلم فلا نصنع له اسما او صفة ليست واردة في المنهلين ولا نشبه باحد من خلقه فهو سبحانه متصف بكل كمال منزه عن كل نقص: " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ " (الشورى، آية: 11).وعلى ذلك فيمكن أن نذكر هذه الاسس:
1ـ أن أسماء الله تعالى وصفاته توقيفية فلا نثبت لله تعالى ولا ننفي عنه إلا بدليل من الكتاب أو السنة إذ لا سبيل إلى سبيل ذلك إلا من هذا الطريق.
2ـ وأن الإيمان بأن الله تعالى لا يشبه أحداً من خلقه في أسمائه ولا صفاته كما لا يشبهه أحد من خلقه، وإن سمى أو وصف أحداً من المخلوقين بتلك الأسماء والصفات فذلك اشتراك في اللفظ لا يوجب مماثلة المخلوقين له فيما دلت عليه هذه الأسماء والصفات، فأسماء الله تعالى وصفاته على ما يليق به سبحانه وتعالى وما يسمى به من المخلوقين أو يوصف من ذلك فعلى مايليق بالمخلوق نفسه، فكل ما يليق به قال تعالى: " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ " (الشورى، آية:11).
3ـ وأن صفات الله كلها صفات كمال، فله سبحانه الكمال المطلق وهو المنزه عن كل نقص، ومما ينبغي معرفته في الإيمان بأسماء الله وصفاته أن يقطع الطمع في كيفيتها وألا يسأل عن ذلك، إذ لا يسأل عن صفات الله تعالى بكيف وأن يعلم مع ذلك ويعتقد أن هذه الصفات معلومة المعنى، فلم يخاطب الله تعالى عباده ويتعبدهم بأمور لا يعلمون معناها ولهذا قال الإمام مالك وغيره من علماء الأمة لمن سأل عن كيفية استواء الله تعالى على عرشه: الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة (?). وقال ربيعة شيخ مالك قبله: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، ومن الله البيان، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا البيان (?).