وأما السنن الخاصة فهي تتعلق بخضوع البشر لها باعتبارهم أفراداً وأمماً وجماعات، خضوعاً يتعلق بتصرفاتهم وأفعالهم وسلوكهم في الحياة، وما يكونون عليه من أحوال وما يترتب على ذلك من نتائج كالسعادة والشقاء، والعز والذل، والقوّة والضعف، والنصر والهزيمة، ونحو ذلك من الأمور الاجتماعية في الدنيا وما يترتب عليها من جزاء في الآخرة سواء كان عذاباً أو نعيماً ومن ذلك قوله تعالى: " قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ " (الأعراف، آية: 128)، أي الخاتمة المحمودة أو النهاية في الدنيا والآخرة لمن أتقى (?)، وكذلك ما ورد في القرآن حول غزوة أحد مثل قوله تعالى: " إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ " (آل عمران، آية: 160). ومن هذه سمات هذه السنن بنوعيها الثبات والإطراد والعموم، قال تعالى: " وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا " (الأحزاب، آية: 62)، أي لن تجد لها تحويلاً وتغييراً، بل هي ثابتة دائمة (?)، فما من نبي إلا أرشد قومه إلى هذه السنن بُغية توحيد الخالق، وخاصة النوع الثاني منها التي تتعلق بالأحوال الإجتماعية، ففي الاعتبار والاتعاظ بها تتحقق الاستقامة المطلوبة في سلوك البشر، وتتحقق الضوابط المرجوة في سبيل تحقيق العبودية الخالصة لله عز وجل، لذا كان من أهداف إيراد القصص في القرآن الكريم الاتعاظ بما جاء فيها من ذكر لهذه السنن، كسنة الأخذ بالأسباب، وسنة التدافع، وسنة الله في نصر المؤمنين، وسنة الله في الفتنة والابتلاء وسنة الله في الظلم والطغيان (?) وغيرها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015