وقال تعالى: " مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ " (المؤمنون، آية:91).
يقول تعالى ذكره: مالله من ولد ولا كان معه في القديم أو عند خلقه الأشياء من تصلح عبادته، إذن لاعتزل كل إله منهم بما خلق من شيء فانفرد به ولتغالبوا، ولعلا بعضهم على بعض، وغلب القوي منهم الضعيف، لأن القوي لا يرضى أن يعلوه الضعيف، والضعيف لا يصلح أن يكون إلهاً، فسبحان الله ما أبلغها من حجة وأوجزها لمن عقل وتدبر (?). وهكذا فإن دليل انتظام الكون وعدم فساده دليل عقلي قوي على وحدانية الله، لا تملك العقول السوية ردّه، وهي ترى انتظام أمر السموات والأرض وما فيهن، مما يدل على وجود إله واحد متفرد بالخلق والتدبير، مما يستوجب صرف العبادة له دون سواه (?).
قال تعالى: " وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا " (الفرقان، آية:2)، وقال تعالى: " إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ " (القمر، آية: 49)، وقال تعالى: " وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ " (الرعد، آية: 8)، وظاهرة التقدير تبدو في كل ما خلق الله عز وجل في الأرض والسماء والإنسان والنبات والحيوان، فقد نظم الله أجزاء هذا الوجود على أحسن نظام وأدلّه على كمال قدرة خالقه وكمال عمله وكمال حكمته وكمال لطفه (?).