قال تعالى: " سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى * الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى " (الأعلى، آية:1 ـ3)، وقال تعالى: " رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى " (طه، آية: 50)، والمقصود بالهداية المرادة في الآيات السابقة، إعطاء كل مخلوق من الخلق والتصوير ما يصلح به لما خلق له، وإرشاده إلى ما يصلح في معيشته ومطعمه ومشربه، ومنكحه وتقلبه وتصرفه (?).
ومن اسماء الله الحسنى الهادي سبحانه وتعالى الذي يُبصّر عباده ويعرّفهم طريق الإيمان به والإقرار بإلوهيته ومعرفة طريق بناء الحياة ومعرفة نواميسها وسننها حتى هدى الطيور والحيوانات والهوّام والوحوش إلى ما فيه مصالحها وعيشها ومحاذرة ما يضرّها أو يُعْطِبُها وقد جاء اسم الهادي في القرآن الكريم في قوله سبحانه: " وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا " (الفرقان، آية: 31)، وقوله: " وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم " (الحج، آية:54).
إنها هداية المعارف الفطرية الضرورية لكل مخلوق " قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى " (طه، آية:50).
وهي ثانياً: هداية الإرشاد والبيان التي بعث بها أنبياءه وأنزل بها كتبه " وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا " (السجدة، آية:24).