1ـ الإحساس والجلد:

قال تعالى: " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ " (النساء، آية:56)، وهذه حقيقة كونية وهي أن موطن الإحساس والألم في الإنسان هو الجلد، فالكافرون يعذبون عن طريق تبديل الجلد أو تغييره، وذلك ليذوقوا العذاب، فالإذاقة حسب القرآن محلها الجلد وقد بين التشريح المجهري للجلد أنه عضو غني بالألياف العصبية التي تقوم باستقبال ونقل جميع أنواع الحس من المحيط الخارجي وذلك عن طريق طبقات الجلد " البشرة، الأدمة، النسيج تحت الأدمة " وهي تنقل حس الألم، والحرارة والبرودة، والضغط، وحس اللمس، فالقرآن ينبهنا إلى هذه الحقيقة الكونية ويقول: إن الله ـ سبحانه ـ كلما أراد أن يذيق الكفار بدّل جلودهم التي احترقت، وماتت فيها الألياف العصبية بجلود سليمة لم تحترق، ليذوقوا العذاب مرة أخرى وعندما يأتي التشريح المجهري، ليقول: إن الألياف العصبية تكمن في الجلد نقول: إن الله ـ سبحانه وتعالى ـ قد أخبرنا بهذه الحقيقة في القرآن الكريم منذ أربعة عشر قرناً (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015