13ـ هداية الله إلى الصراط المستقيم: ومن فوائد وثمرات الإيمان أنه يهدي صاحبه إلى الصراط المستقيم، ويهديه في الصراط المستقيم، يهديه إلى علم الحق وإلى العمل به، وإلى تلقي المحاب والمسار بالشكر وتلقي المكاره والمصائب بالرضا والصبر قال تعالى: " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ " (يونس، آية: 9).
وقال تعالى: " مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ " (التغابن، آية: 11). هو الرجل تصيبه المصيبة، فيعلم أنها من عند الله، فيرضى ويسلم ولو لم يكن من ثمرات الإيمان، إلا أنه يسلى صاحبه عن المصائب والمكاره، التي كل أحد عرضة لها في كل وقت ومصاحبة الإيمان واليقين أعظم مسل عنها، ومهون لها وذلك: لقوة إيمانه وقوة توكله، ولقوة رجائه بثواب الله ربه، وطمعه في فضله، فحلاوة الأجر تخفف مرارة الصبر، قال تعالى: " إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ " (النساء، آية: 104). ولهذا تجد اثنين: تصيبهم مصيبة واحدة، أو متقاربة، وأحدهما عنده إيمان والآخر فاقد لها، تجد الفرق العظيم بين حاليهما، وتأثيرها في ظاهرهما وباطنهما، وهذا الفرق راجع إلى الإيمان والعمل بمقتضاه (?).