11ـ الشكر والصبر: ومن فوائد وثمرات الإيمان أنه يحمل صاحبه على الشكر في حالة السراء، والصبر في حالة الضراء وكسب الخير في كل أوقاته، قال النبي صلى الله عليه وسلم: عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، إن أصابته سراء، شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيراً له، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن (?)، والشكر والصبر هما جماع كل خير، فالمؤمن مغتنم للخيرات في كل أوقاته رابح في كل حالاته، فيجتمع للمؤمن عند النعم والسراء نعمتان: نعمة حصول ذلك المحبوب، ونعمة التوفيق للشكر الذي هو أعلى من ذلك وبذلك تتم عليه النعمة ويجتمع له عند الضراء، ثلاث نعم، نعمة تكفير السيئات ونعمة حصول مرتبة الصبر التي هي أعلى من ذلك، ونعمة سهولة الضراء عليه لأنه متى عرف حصول الأجر والثواب والتمرن على الصبر هانت عليه وطأة المصيبة وخف عليها حملها (?).
12ـ تأثيره على الأعمال والأقوال: ومن فوائد وثمار الإيمان، أن جميع الأعمال والأقوال إنما تصح وتكمل بحسب ما يقوم بقلب صاحبها، من الإيمان والإخلاص ولهذا ذكر الله هذا الشرط الذي هو أساس كل عمل، مثل قوله تعالى: " فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ