فالذكر بين الغافلين هو كالحي بين الموتى حياة متكاملة في البدن والروح والشعور قال تعالى: " أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا " (الأنعام، آية:122).

ب ـ القوة في الأبدان وأحياء المعاش والجهاد:

إن الذكر يعطي الذاكر قوة حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لم يظن فعله بدونه (?)، وشاهد ذلك موقف النبي صلى الله عليه وسلم مع ابنته فاطمة وعلي رضي الله عنهما، لما سألته خادماً وشكت إليه ما تقاسيه من الطحن والسعي والخدمة فعلمَّهما: أن يسبحا كل ليلة إذا أخذا مضاجعهما ثلاثاً وثلاثين، ويحمدا ثلاثاً وثلاثين، ويكبِّرا أربعاً وثلاثين، وقال لهما: فهذا خير لكما من خادم (?)، فقيل: إن من دوام على ذلك وجد قوة في يومه مغنية عن خادم (?).

ج ـ رقة القلب وخشوعه:

إن ذكر الله يوجب خشوع القلب وصلاحه ورقته ويذهب بالغفلة عنه قال تعالى: " الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ " (الرعد، آية:28)، وقال تعالى: " اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ " (الزمر، آية:23).

س ـ النجاة من عذاب الله:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما عمل آدمي عملاً قط، أنجى له من عذاب الله من ذكر الله (?)، وهذه نهاية الغايات وأعظم المطالب وهي أولى آثار الذكر وثماره، وأجل فوائده في المعاد (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015