أـ الحياة الطيبة الحقيقية: فالحياة هي حياة الروح المتغذية بالوحي الإلهي، المتعلق قلب صاحبها بذكر الله وهي التي وصفها الله بالحياة الطيبة بقوله سبحانه: " مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ " (النحل، آية:97)، وبقوله أيضاً: " وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ " (هود، آية:3). فذكر الله تعالى ومحبته وطاعته والإقبال عليه ضامن لأطيب الحياة في الدنيا والآخرة، والإعراض عنه ومعصيته كفيل بالحياة المنغصة والمعيشة الضنك في الدنيا والآخرة (?)، قال تعالى: " وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى " (طه، آية:124)، وعلى هذا فحياة الروح والقلب هذه، لا يحياها ولا يذوق طعمها إلا الذاكر لله سبحانه وتعالى، كما قال المصطفى: مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميتَ (?)، فما بين الذاكر والغافل هو ما بين الحي والميت وشتان ما بينهما (?)، فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه، وفتح لهم أبوابها في دار العمل فآتاهم من روحها ونسيمها وطيبها حتى قال قائلهم: مساكين أهل الدنيا خرجوا منها ولم يذوقوا أطيب ما فيها؟ قيل: ما أطيب ما فيها؟ قال: محبة الله تعالى، ومعرفته وذكره (?).