9ـ هول العقاب الذي ينتظر المبدلين لشرعه: قال تعالى: " قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلاَلاً قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ * وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ " (يونس، آية: 59، 60)، ففي هذه الآيات الكريمة: أنكر الله تعالى على من حرّم ما أحلّ الله أو أحلّ ما حرّم الله، بمجرد الآراء والأهواء، التي لا مستند لها، ولا دليل عليها ثم توعدّهم على ذلك يوم القيامة فقال: " وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة " أي: ما ظنهم أن يُصنع بهم يوم مرجعهم إلينا يوم القيامة (?)؟ فهذا استفهام يراد منه تهويل وتفظيع العقاب الأليم، الذي ينتظر المفترين المتقولين على الله، المبدّلين لشرعه، ولذا نُكّر وأُبهم، فمصيرهم هو أسوأ المصير، وعقابهم هو أوخم العقاب (?). وصيغة الغائب تشمل جنس الذين يفترون على الله الكذب، وتنتظمهم جميعاً، فما ظنهم يا تُرى؟ ما الذي يتصورون أن يكون في شأنهم يوم القيامة؟ وهو سؤال تذوب أمامه جتى الجبال الصلدة الجاسية (?).