8ـ الحرمان من النصر والتمكين

8ـ الحرمان من النصر والتمكين: قال تعالى: " إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ " (آل عمران، آية: 160)، وليس شيء أدعى للخذلان، وللحرمان من النصر والتمكين مثل هجر التحاكم إلى شريعة الله تعالى وعدم نصرها في الأرض ويُعتبر ذلك إخلالاً بشرط النصر المنصوص عليه في آي كثيرة من كتاب الله، كما قال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ " (محمد، آية: 7)، والمعنى: إن تنصروا دين الله وشريعته بالعمل بها، وتعظيمها ينصركم الله على انفسكم، وأعدائكم من شياطين الجنّ والإنس، فإن الجزاء من جنس العمل (?). وقد نص القرآن الكريم على كيفية نصر الدين والشريعة في قوله تعالى: " الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ " (الحج، آية: 41). والآية الكريمة تدل على أن الذين لا يقيمون الصلاة ولا يؤتون الزكاة، ولا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر ليس لهم وعد من الله بالنصر البتة ... فالذين يرتكبون جميع المعاصي ممّن يتسمّون باسم المسلمين، ثم يقولون: إن الله سينصرنا مغرورون، لأنهم ليسوا من حزب الله، الموعودين بنصره، كما لا يخفى ومعنى نصر المؤمنين لله، نصرهم لدينه ولكتابه، وسعيهم وجهادهم في أن تكون كلمته هي العليا، وأن تقام حدوده في أرضه، وتُمتثل أوامره وتجتنب نواهيه ويحكم في عباده بما أنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015