أثنى الله تعالى على كتابه العزيز في آيات كثيرة مما يدل على عظمته كما وصفه "بالعظيم" في قوله تعالى:" وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ" (الحجر، آية: 87).
ووصفه بالأحكام في قوله تعالى: " الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ" (هود، آية: 1).
وذكر هيمنته على الكتب السابقة في قوله تعالى: " وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ" (المائدة، آية: 48).
وهذا الكتاب هو المهيمن الحافظ لمقاصد الكتب المنزلة قبله، الشاهد المؤتمن على ما جاء فيها يُقِرُّ الصحيح فيها ويُصحّح الخطأ.
ووصفه في أم الكتاب بأنه "عليُّ حكيم" في قوله: وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا
لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ" (الزخرف، آية: 4).
فهذه شهادة من الله تعالى بعلو شأن القرآن وحكمته، ولا ريب أن من عظمة القرآن أنه "عليُّ" في محله، وشرفه، وقدره، فهو عال على جميع كتب الله تعالى، بسبب كونه معجزاً باقياً على وجه الدهر (?).
ومعنى الحكيم: المنظوم نظماً متقناً لا يعتريه أي خلل في أي وجه من الوجوه، فهو حكيم في ذاته حاكم على غيره.
والقرآن "حكيم" كذلك فيما يشتمل من الأوامر والنواهي، والأخبار، وليس فيه حكم مخالف للحكمة والعدل والميزان.
ومن ثناء الله تعالى على القرآن أن وصفه في ثلاث سور بأنه "كتاب مبارك".
ــ قال تعالى: "وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ" (الأنعام، آية: 92).