لقد قتل الإسلام مشاعر الإحساس بالعبودية بأن ترفع عن نداء العبد بكلمة عبدي، وإنما باسلوب أرقى وهو كلمة غلامي وجاريتي وفتاي وفتاتي، قال صلى الله عليه وسلم: "لا يقولون أحدكم عبدي وأمتي، وليقل فتاي وفتاتي، ولا يقل أحدكم ربي، وليلقل سيدي" (?).

وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التشديد في الخدمة، ففي الحديث: "لا يكلفه من العمل ما يغلبه، فإن كلفه فليعنه، والأمر بكفاية مؤنتهم وكسوتهم، ففي حديث أبي ذر رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عبيدكم خَوَلكم إنما هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن جعل أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس (?) ونهى عن ضربهم الضرب الخارج عن الحد اللازم، فإذا مثل الرجل بعبده عتق عليه (?).

فمن استقراء هذه التصرفات ونحوها حصل لنا بأن الشريعة قاصدة بث الحرية والقضاء على العبودية للمخلوق.

والقرآن الكريم من مقاصده، ترك الخيار لكافة الناس في اختيار المعتقد بعد تبين الرشد من الغي، وتترك لهم كذلك حرية التفكير، وحرية التعبير، وإليك الشرح:

1 ـ حرية الاعتقادات

1 ـ حرية الاعتقادات: أسسها الإسلام بإبطال المعتقدات الضالة التي أكره دعاة الضلالة أتباعهم ومريديهم على إعتقادها بدون فهم ولا هدى، ولا كتاب منير، وبالدعاء إلى إقامة البراهين على العقيدة الحقة، ثم بالأمر بحسن مجادلة المخالفين وردهم إلى الحق بالكلمة والموعظة وأحسن الجدل، ثم بنفي الإكراه في الدين (?).

قال تعالى: " لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ" (البقرة، آية: 256).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015