قال تعالى:" الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ" (الزخرف، آية: 67).
ومن بركة التقوى أن الله عز وجل ينزع ما قد يعلق بقلوبهم من الضغائن والغل فتزداد مودتهم وتتم محبتهم وصحبتهم.
قال تعالى:" إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ * وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ" (الحجر، آية: 45 ـ 47) (?).
دعوة القرآن إلى التقوى تتخذ أساليب شتى من الأمر بها، وبيان آثارها والثناء على أهلها والترغيب في محاسنهم وتجلية فضائلهم والترهيب من تركها والإعراض عنها والانصاف بأضدادها، حتى يظهر الفرق بين المتقين والفجار، أو بين أهل البر والتقوى وأهل الإثم والعدوان (?)
العدل من الأسس والقيم التي جاءت بها جميع الشرائع السماوية فأنزل الله به كتبه، وأرسل به رسله.
قال تعالى:" لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ" (الحديد، آية: 25): أي العدل فما من كتاب أنزل ولا رسول إلا أمر أمته بالعدل وأوجبه عليها، والأمم بين طائع آخذ منه بنصيب وحائد مائل عن العدل والقسط بجهل أو هوى، والرسل ما تزال تجدد ما نسيته الأجيال، وتذكر الناس بما نسوا إلى أن ختمت الرسالات بخاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، ولما كانت هذه الرسالة المحمدية خاتمة الرسالات، والنبي صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والرسل، وهذه الأمة خاتمة الأمم، والأمة التي جعلها الله شاهدة على الناس وقيمة على البشرية، تبلغها دين الله، وتشهد لها بالإيمان أو عليها بالكفر والعصيان.