وقال تعالى:" أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى" (القيامة، آية: 36).
ـ إبطال الأوهام التي أشاعها الشرك والمشركون من أن آلهتهم المزعومة تشفع لهم عند الله يوم القيامة، وكذلك ما زعمه أهل الكتاب من شفاعة القديسين وغيرهم وهذا ما كذبه القرآن وأبطله أشد الإبطال، فلا شفاعة إلا بإذن الله، ولا شفاعة إلا لمؤمن موحد، ولا ينفع الإنسان إلا سعيه، ولا يحمل وزر غيره " أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى * وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى" (النجم، آية: 38 ـ 39).
قال تعالى:" مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ" (غافر، آية: 18).
قال تعالى:" فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ" (المدثر، آية: 48).
وقال تعالى:" مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ" (البقرة، آية: 255).
وقال تعالى:" وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا" (الكهف، آية: 49).
ـ بيان ما ينتظر المؤمنين الأبرار في الآخرة من المثوبة والرضوان، وما أعد للكفرة الفجرة من العقاب والخسران، ولهذا كثر حديث القرآن عن القيامة وأهوالها، والكتاب الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، وعن الميزان الذي توزن به الحسنات والسيئات حتى لا يضيع على الإنسان مثقال حبة من خردل، وعن الحساب الدقيق الذي لا يظلم نفساً شيئاً ولا يحمّل وازرة وزر أخرى وعن الجنة وما فيها من ألوان النعيم المادي والروحي، وعن النار وما فيها من صنوف العذاب الأليم الحسي والمعنوي، ذلك لأن إنسان الآخرة هو امتداد لإنسان الدنيا روح وجسم، فلابد أن يشمل الثواب أو العقاب كليهما (?).