وكمال دينه سبحانه وتمامه بكمال مصدره الأصل القرآن الكريم، ولهذا لا يملك من يتلو القرآن ويتدبر معانيه إلا أن يخرّ ساجداً لعظمة منزله.
قال تعالى:" لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ" (الحشر، آية: 21).
ومن خصائص القرآن الكريم أنه كتاب الإنسانية كلها الذي خاطب الله تعالى به جميع البشر إلى يوم القيامة فلم يُقيد بزمان، ولا بمكان، ولا جنس ولا طبقة، بل هو موجه إلى الثقلين، خاطبهم جميعاً بما يسعدهم في الدنيا والآخرة من العقائد الصحيحة والعبادات الحكيمة والأحكام الرفيعة، والأخلاق الفاضلة التي تستقيم بها حياتهم.
ولقد تضافرت نصوص الكتاب والسنة وإجماع الأمة على عالمية القرآن (?).
ومن الآيات التي صرحت بعالمية القرآن العظيم
ـ قوله تعالى:" تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا" (الفرقان، آية: 1).
ـ وقال تعالى:" وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ" (الأنبياء، آية: 107).
ـ وقال تعالى:" وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُورًا" (الإسراء، آية: 89).
ـ وقال تعالى:" وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ" (الزمر، آية: 27).
ـ وقال تعالى:" إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ" (الزمر، آية: 41).