يؤكد الله أن هذا القرآن أقوم من أي هداية يراها البشر، ولم يستطع أيُّ باحث موضوعي أن يجد خللاً في تشريع القرآن، أو أن يجد في التشريع الوضعي ما يصل إلى تشريع القرآن فضلاً عن أن يتفوق عليه، وهذا يوجب على العاقل استدامة القرآن وملازمة العمل به.
إن ما في القرآن من هداية وتشريع صالح لكل زمان ومكان لا تبطل قيمته، بل لا يصلح إلا هو، مهما اختلفت العصور وتنوعت الحضارات إنه تسامى على كل قانون عرفته الأمم قديماً وحديثاً، حتى أقرت المجامع القانونية الدولية الفقه الإسلامي مصدراً أساسياً نقتبس منه القوانين، وإن القوانين الحديثة في تطورها تتسامى لتقترب من تشريع القرآن (?).
وكيف لا يكون كذلك وهو تشريع رباني شامل لجميع النواحي، وكافل لإحقاق الحق وصيانة مصالح الناس في جميع شؤونهم: المالية والاجتماعية والأسرية والدولية في حين أنه لم يوجد إلى الآن تشريع شامل أو عادل مع ما مرّ على الإنسانية من تجارب وخبرات حتى إن الله تحدّى العالم أن يأتوا بمثل القرآن، والمثلية تشمل جميع جوانب القرآن سواء الألفاظ والمعاني، وإذا عجزوا عما هو من جنس ما يستطيعونه ويتفوقون فيه وهو نظم القرآن، فهم أشدّ عجزاً عن تشريع القرآن وهدايته، لما يحتاجه إلى علم محيط بكل شيء وليس هذا إلا الله عز وجل (?).
4ـ وقال تعالى:" أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ" (المائدة، آية: 50).
استنكر الله تعالى على من أعرض عن تشريعه ولجأ إلى تشريع الناس وما هذا إلا لأنه لا تشريع أحسن منه، ولا هداية مثله، فكيف يترك إلى ما دونه (?)؟