وهذه المعجزة جمعت بين الدليل لما فيه من الإعجاز وغيره من وجوه الدلالة وبين المدلول بما فيه من بيان الإيمان وأدلته وبيان الأحكام الشرعية والقصص والأمثال والوعد والوعيد وغير ذلك من علومه التي لا تنحصر، ثم جعل مع حفظه وتلاوته من أفضل الاعمال التي يتقرب بها إلى الله تعالى .. ولهذا توفرت الدواعي على حفظه على مر الدهور والأعصار، ففي كل قرن ترى من حفظته ما يفوت العد والإحصاء ويستنفذ نجوم السماء، ومثل ذلك لم يتفق لغيره من الكتب الإلهية المقدسة (?).
وفي قوله صلى الله عليه وسلم: فأرجوا أن أكون أكثرهم تابعاً آية من آيات نبوته، كما قال النووي: فإنه أخبر عليه السلام بهذا في زمن قلة من المسلمين ثم منّ الله تعالى وفتح على المسلمين البلاد وبارك فيهم حتى انتهى الأمر وأتسع الإسلام في المسلمين إلى هذه الغاية المعروفة ولله الحمد على هذه النعمة وسائر نعمه التي لا تحصى (?).
ـ توضيح هذا الإعجاز:
ـ بيان حال محمد صلى الله عليه وسلم:
إن وضعه صلى الله عليه وسلم من الناحية العلمية معروف عند المشركين فهو:
ـ بشر مثلهم، وليس من جنس آخر.
ـ أمي، لا يقرأ ولا يكتب.
ـ تجاوز الأربعين ولم يكن معروفاً قبل ذلك بالخطابة ولا بالشعر ولا بالرياسة في مجال الكلام، بل كان يعمل بمجال بعيد عن الكلمة وهو التجارة، ولم يُحفظ عنه قبل البعثة أثر يدل على إنشائه لقصيدة أو حتى خطبة نثرية.
ـ أنه صلى الله عليه وسلم أتى بكتاب نسبه إلى الله، أجمع العرب على فصاحته وبلاغته وحسن نظمه واشتماله على علوم شتى وآداب تترى.
ـ وقوع التحدي بهذا الكتاب:
ـ أن هذا التحدي قائم في وجه كل معارض للرسول.
ـ التحدي بأن يأتوا سورة من مثله.
ـ وللمعارض أن يستعين بمن شاء من أعوان وشهداء سواء كانوا من الجن أو من الإنس أو من الجن والإنس مجتمعين معاً.
ـ وجود دواعي التحدي:
ـ العرب أهل لغة، فصاحة وبلاغة وبيان.