ـ أنها ما أمرت بشيء، إلا هو خالص المصلحة، أو راجحها، ولا نهت عن شيء، إلا هو خالص المفسدة، أو راجحها، وكثيراً ما يُجمع بين الأمر بالشيء، مع ذكر حكمته وفائدته، والنهي عن الشيء، مع ذكر مضرته.
ـ أنها جمعت بين الترغيب والترهيب، والوعظ البليغ الذي تعتدل به النفوس الخيّرة وتحتكم، فتعمل بالجزم.
ـ أنك تجد آياتها المتكررة، كالقصص والأحكام ونحوها، قد اتفقت كلها وتواطأت، فليس فيها تناقض ولا اختلاف.
وأنّى للباطل أن يدخل على هذا الكتاب الحكيم، وهو تنزيل من حكيم حميد، والحكمة ظاهرة في بنائه، وتوجيهه، وطريقة نزوله، وفي علاجه للقلب البشري من أقصر طريق (?).
قال الله تعالى في وصف القرآن:" وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ" (فصلت، آية: 41).
أي: يصعب مناله ووجود مثله (?).
والعزيز: النفيس، وأصله من العزّة وهي المنعة، لأن الشيء النفيس يُدافع عنه ويُحمى عن النبذ، ومثل ذلك يكون عزيزاً والعزيز أيضاً: الذي يغلب ولا يُغلب، وكذلك حجج القرآن (?).
ووصف تعالى الكتاب بالعزة، لأنه بصحة معانيه ممتنع الطعن فيه والإزراء عليه وهو محفوظ من الله تعالى (?)، وجماع أقوال المفسرين في وصف القرآن بأنه "عزيز" ما يلي:
ـ منيع من الشيطان لا يجد إليه سبيلا، ولا يستطيع أن يغيره أو يزيد فيه أو ينقص منه.
ـ كريم على الله، وعزيز على الله، وعزيز من عند الله.
ـ عديم النظير منيع من الباطل، ومن كل من أراده بتحريف أو سوء.
ـ يمتنع على الناس أن يقولوا مثله فهو غالب وقاهر والمتأمل في هذه الأقوال يجدها جميعاً تنطبق على "العزيز" وصفاً للقرآن وهي من اختلاف التنوع لا التضاد، تدل على عظمة القرآن وعزته وعلو شأنه ورفعته.