الثالث: ما هو مسكوت عنه، لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل، فلا نؤمن به ولا نكذبه، وتجوز حكايته لما أخرج البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار (?).
شاء الله سبحانه وتعالى أن ينسخ الكتب السابقة كلها وينزل كتابة الأخير ليبقى في الأرض إلى قيام الساعة، كان كل رسول من السابقين يرسل إلى قومه خاصة، بينما بعث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلى البشرية كافة، قال تعالى:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ" (الأعراف، آية: 158).
وقال تعالى:" وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا" (سبأ، آية: 28).
وكذلك كانت الكتب السابقة تنزل لأقوام معينين بينما أنزل القرآن للناس كافة، قال تعالى:" وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ" (القلم، آية: 52).