4ـ المسلم يؤمن أن القرآن قد اشتمل على كل ما سبقه من كتب وهو سليم من أي تحريف، فالقرآن يصدق بالكتب السابقة، وهو المرجع الوحيد لبيان ما فيها من حق، قال تعالى:" وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ" (المائدة، آية: 48).
5ـ الإيمان بالكتب السابقة ينمي لدى المسلم الشعور بوحدة البشرية ووحدة دينها، ووحدة رسلها، ووحدة مصدرها، وأن الأمة الإسلامية ورثت العقائد السماوية ووحدة النبوات منذ فجر البشرية، والمحافظة على تراث العقيدة وتراث النبوة، ورائدة موكب الإيمان على الأرض إلى آخر الزمان.
6ـ الإيمان بالكتب السابقة، ينقي روح المؤمن من التعصب الذميم ضد الديانات، وضد المؤمنين بالديانات، ماداموا على الطريق الصحيح (?).
والموقف الذي ينبغي أن يتخذه المسلم من تلك الكتب "التوراة والإنجيل"، أن يؤمن بما ورد فيها مما قرره القرآن الكريم، أما ما ورد مخالفاً أصول القرآن العامة فلا يؤمن به، بل يعتقد في بطلانه، أما ماعدا ذلك من القصص والمواعظ التي لم يذكرها القرآن، ولا تناقض أصوله فلا يصدقها ولا يكذبها، وذلك إتباعاً لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، وقولوا آمنا بالله وكتبه ورسله، فإن كان حقاً لم تكذبوهم وإن كان باطلاً لم تصدقوهم (?).
فأخبار أهل الكتاب على ثلاثة أقسام:
الأول: ما علمنا صحته، وشهد له بالصدق ما بأيدينا من الوحي فذاك صحيح.
الثاني: ما علمنا كذبه، ودل على كذبه مخالفته لما لدينا من الوحي.