وقد أدرك مصعب بن سعد صحابة النبي صلى الله عليه وسلم حين مشق (?)، عثمان رضي الله عنه المصاحف، فرآهم قد أعجبوا بهذا الفعل (?) منه، وكان علي رضي الله عنه ينهى من يعيب على عثمان رضي الله بذلك، ويقول: يا أيها الناس لا تغلوا في عثمان، ولا تقولوا له إلا خيراً ـ أو قولوا خيراً ـ فوالله ما فعل الذي فعل ـ أي في المصاحف ـ إلا عن ملأ منا جميعاً، أي: الصحابة .... والله لو وليت، لفعلت مثل الذي فعل (?).
وبعد اتفاق هذا الجمع الفاضل من خيرة الخلق على هذا الأمر المبارك، يتبين لكل متجرد عن الهوى: أن الواجب على المسلم الرضا بهذا الصنيع الذي صنعه عثمان رضي الله عنه وحفلظ به القرآن الكريم (?).
قال القرطبي في التفسير: وكان هذا من عثمان رضي الله عنه بعد أن جمع المهاجرين والأنصار، وجلة أهل الإسلام، وشاورهم في ذلك، فاتفقوا على جمعه بما صح، وثبت من القراءة المشهورة عن النبي صلى الله عليه وسلم واطراح ما سواه، واستصوبوا رأيه، وكان رأياً سديداً موفقاً (?).