قال تعالى:" لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ" (التوبة، آية: 128)، حتى خاتمة براءة، وكانت الصحف عند أبي بكر في حياته حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته حتى توفاه الله ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله عنهم (?)، وعلق البغوي على هذا الحديث فقال: فيه البيان الواضح أن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ جمعوا بين الدفتين القرآن الذي أنزله الله سبحانه وتعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم من غير أن يزيدوا فيه أو ينقصوا منه شيئاً والذي حملهم على جمعه ما جاء في الحديث وهو أنه كان مفرقاً في العسب واللخاف وصدور الرجال، فخافوا ذهاب بعضه بذهاب حفظته، ففزعوا فيه إلى خليفة رسول الله ودعوه إلى جمعه، فرأى في ذلك رأيهم فأمر بجمعه في موضع واحد باتفاق من جميعهم، فكتبوه كما سمعوا من رسول الله من غير أن قدموا شيئاً أو أخروا أو وضعوا له ترتيباً لم يأخذوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقى أصحابه ويعلمهم ما ينزل عليه من القرآن على الترتيب الذي هو الآن في مصاحفنا بتوقيف جبريل صلوات الله عليه، إياه على ذلك، وإعلامه عند نزول كل آية إن هذه الآية تكتب عقب آية كذا في السور التي يذكر فيها كذا (?).
وهكذا يتضح للقارئ الكريم أن من أوليات أبي بكر الصديق رضي الله عنه: أنه أول من جمع القرآن الكريم يقول صعصعة بن صوحان رحمه الله: أول من جمع بين اللوحين، وورث الكلالة (?)، أبو بكر.
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: يرحم الله أبا بكر هو أول من جمع بين اللوحين (?).