وكان كل ما يكتب من آيات وسور القرآن الكريم بعد الوحي بها مباشرة يحفظ في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع استنساخ كُتاب الوحي نسخاً لأنفسهم من جميع ما أملي على كل منهم وبذلك تم جمع القرآن الكريم كله كتابة وحفظاً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم (?).
وثبت أن جبريل عليه السلام كان يعارض الرسول صلى الله عليه وسلم بالقرآن مرّة واحدة في كل سنة ثم عارضه به في السنة التي توفي فيها صلى الله عليه وسلم مرتين (?)، ومعنى هذا أن القرآن الكريم كان في صورته التامة في هذه السنة التي تمّ عرضه فيها مرتان، ولذلك شواهد كثيرة ذكرها العلماء من أظهرها ما أورده البغوي عن أبي عبد الرحمن السلمي أنه قال: كانت قراءة أبي بكر وعمر وعثمان، وزيد بن ثابت، والمهاجرين والأنصار واحدة، كانوا يقرأون القراءة العامة فيه، وهي القراءة التي قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبريل مرتين في العام الذي قبض فيه وكان زيد قد شهد العرضة الأخيرة وكان يقرئ الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمده الصديق في جمعه أولاً وولّاه عثمان كتبة المصحف (?).
على أن القرآن رغم ذلك لم يجمع بين دفتين في مصحف على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك لضيق الوقت بين آخر آية نزلت من القرآن وبين وفاته صلى الله عليه وسلم (?).