وقد ظهر للسماحة أثر عظيم في انتشار الشريعة وطول دوامها، إذ أرانا التاريخ أن سرعة امتثال الأمم للشرائع ودوامهم على اتباعها كان على مقدار اقتراب الأديان من السماحة، فإذا بلغ بعض الأديان من الشدة حدّاً متجاوزاً لأصل السماحة لحق اتباعه العنت ولم يلبثوا أن ينصرفوا عنه أو يفرِّطوا في معظمه (?).
وقد حافظ الإسلام على استدامة وصف السماحة لأحكامه، فقدر لها أنها إن عرض لها من العوارض الزمنية أو الحالية ما يصيرها مشتملة على شدة انفتاح لها باب الرخصة المشروع بقوله تعالى: " فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ" (البقرة، آية: 173).
وبقوله: " إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ" (الأنعام، آية: 119)، وفي الحديث: "إن الله يحب أن تؤتى رُخصه كما يحب أن تؤتى عزائمُه" (?).
ومن قواعد الفقه المشهورة: المشقة تجلب التيسير (?).
1 ـ ومن سماحة القرآن الكريم، إنكارة على أصحاب النزعات المتطرفة والذين يحرمون الطيبات والزينة التي أخرج لعباده.