وهذا أمر لم تصل إليه المرأة الغربية إلا حديثاً، ولازالت في بعض البلاد مقيَّدة إلى حدَّ ما بإرادة الزوج (?).
الإسلام يحافظ على أنوثة المرأة، حتى تظل ينبوعاً لعواطف الحنان والرقة والجمال، ولهذا أحلّ لها بعض ما حُرِّم على الرجال، بما تقتضيه طبيعة الأنثى ووظيفتها، كالتحلي بالذهب، ولبس الحرير الخالص، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذين حرام على ذكور أمتي حل لإناثهم (?).
كما أنه حرّم عليها كل ما يجافي هذه الأنوثة، من التشبه بالرجال في الزي والحركة والسلوك وغيرها، فنهى أن تلبس المرأة لبسة الرجل، كما نهى الرجل أن يلبس لبسة المرأة، ولعن المتشبهات من النساء بالرجال، مثلما لعَن المتشبهين من الرجال بالنساء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا يدخلون الجنة ولا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة (?)، والديوث (?).
والإسلام يحمي هذه الأنوثة ويرعي ضعفها فيجعلها أبداً في ظل رجل مكفولة النفقات، مكفية الحاجات، فهي في كف أبيها أو زوجها أو أولادها أو إخوتها يجب عليهم نفقتها، وفق شريعة الإسلام، فلا تضطرها الحاجة إلى الخوض في لجج الحياة وصراعها ومزاحمة الرجال بالمناكب.
والإسلام يحافظ على خُلُقها وحيائها، ويحرص على سمعتها وكرامتها ويصون عفافها من خواطر السوء، وألسنة السوء ـ فضلاً عن أيدي السوء أن تمتد إليها.
ولهذا يوجب الإسلام عليها؟
أ ــ الغض من بصرها والمحافظة على عفتها ونظافتها:
قال تعالى:" وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ" (النور، آية: 31).