2ـ أن موسى عليه السلام أعرف بالله سبحانه وبأمره ودينه من أن يلوم على ذنب قد أخبره الله أنه تاب على صاحبه، واجتباه بعده وهداه " ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى" (طه، آية: 122)، وموسى عليه السلام ومن هو دون موسى منزلة يعلم أنه بعد التوبة والمغفرة، لا يبقى وجه الملامة على الذنب، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له (?)، وآدم أعلم بالله جل شأنه من أن يحتج بالقدر على الذنب، كيف وقد اعترف به واستغفر منه بقوله: " رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ" (الأعراف، آية: 23) (?).

3ــ إن الاحتجاج بالقدر على المصائب جائز، وكذلك الاحتجاج بالقدر على المعصية بعد التوبة منها جائز، وأما الاحتجاج بالقدر على المعصية تبريراً لموقف الإنسان واستمراراً فيها فغير جائز (?).

4ــ من مسائل القدر في هذا الحديث، سبق الكتاب، أي كتابة كل شئ قبل وجوده، وفيه مقارنة بين حجة آدم وحجة موسى عليهما السلام، ثم تعقيب الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: "فجحّ آدم موسى، ويكررها ثلاثاً"، ولا يقول الرسول الكريم أن كلام موسى خطأ، بل يلفت النظر إلى شمول و حجة آدم عليه السلام (?).

ـ الحكمة من وجود المعاصي والكفر:

لوقوع المعاصي والكفر حكم كثيرة منها:

1ـ إتمام كلمة الله تعالى حيث وعد النار أن يملأها قال الله تعالى: " وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ" (هود، آية: 118 ـ 119).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015