الايمان بالقدر (صفحة 311)

"والقادر" سبحانه هو من يتيسر له ما يريد على ما يريد لظهور أفعاله، ولا يظهر الفعل اختياراً إلا من قادر غير عاجز، كما قال سبحانه:"وَلَوْ شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (البقرة، آية: 20). فوصف نفسه بالقدرة على كل شيء في هذا الموضع، لأنه حذر المنافقين بأسه وسطوته، وأخبرهم أنه محيط بهم، "والقدير" هو "القادر"، كما أن "العليم" هو "العالم" "والقدير" سبحانه كامل القدرة، فبقدرته أوجد الموجودات وبقدرته دبّرها وبقدرته سوّاها وأحكمها، وبقدرته يحيي ويميت ويبعث العباد للجزاء وبقدرته يقلب القلوب على ما يشاء ويريد (?).

قال الشاعر:

وهو القدير وليس يُعجزُه إذا ... ما رام شيئاً قط ذو سلطان (?)

ثالثاً: ثمار الإيمان بالقدر:

للإيمان بالقدر ـ كما جاء في القرآن والسنة ـ وكما فهمه سلف الأمة ثمار مباركة وآثار طيبة، في عقلية المسلم ونفسيته، في وجدانه وأرادته، وعلاقته بنفسه وبربه، وبمن حوله، وما حوله، وفي الحياة الإسلامية بصفة عامة، يشهد بها كل ذي لب، ويلمسها كل ذي بصر، لما لها من تأثير إيجابي في السلوك الخاص والعام وفي السلم والحرب، وفي اليسر والعسر والرخاء والشدة، والنعماء والبأساء (?)، ومن أهم هذه الثمار والآثار:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015