والمعمر: من يعيش عمراً طويلاً في العادة، ومن ينقص من عمره: من يعيش عمراً قصيراً، قدره بعضهم بما قبل الستين، والضمير في "عُمُرِهِ" عائد على الجنس لا على العين، لأن الطويل العمر في الكتاب وفي علم الله لا ينقص من عمره.
وجاء عن ابن عباس في تفسير الآية: ليس أحد قضيت له بطول العمر والحياة إلا وهو بالغ ما قدرت له من العمر، وقد قضيت ذلك له، فإنما ينتهي إلى الكتاب الذي قدرت لا يزاد عليه، وليس أحد قدرت له أنه قصير العمر والحياة، ببالغ العمر "أي الطويل" ولكن ينتهي إلى الكتاب الذي كتبت له فذلك قوله:"وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ" يقول: كل ذلك في كتاب عنده.
وبعضهم فسّر " وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ" بمعنى ذهب العمر قليلاً.
قليلاً: سنة بعد سنة، وشهراً بعد شهر، وجمعة بعد جمعة، ويوماً بعد يوم، وساعة بعد ساعة، الجميع مكتوب عند الله في كتابه (?).
ومنهم من فسر نقص العمر بقلة البركة فيه، والزيادة في العمر بإلقاء البركة فيه (?)، فقد جاء في الحديث الشريف: من سره أن يبسط له في رزقه، أو ينسأ له في أثره (?)، فليصل رحمه (?).