الايمان بالقدر (صفحة 145)

ح ـ الإستهواء:

ومن الناس من يضله الشيطان بعد أن كان قد عرف الإيمان وذاقه، وقد صور الله حالة هذا الذي إستهواه الشيطان بعد أن كان مؤمناً فيقول، قال تعالى: "قُلْ أَنَدْعُومِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ" (الأنعام، آية: 71).

فالذي استهوته الشياطين هو الذي استغوته وزينت له هواه ودعته إليه، يقال: هوى يهوي إلى الشئ أسرع فيه، بعد أن كان مؤمناً (?)، ولفظ الإستهواء لفظ مصور ويا ليته يتبع هذا الإستهواء في إتجاهه فيكون في إتجاه واحد، وهو الضلال، ولكن هناك من الجانب الآخر أصحاب يدعونه إلى الهدى يقولون: إئتنا فلا يجيبهم ولا يهتدي بهديهم، وهو بين هذا الدعاء وهذا الإستهواء في حيرة واضطراب وضلال وتيه (?).

د ـ الموالاة:

ومن الناس من يتخذ الشيطان ولياً ونصيراً ومعيناً من دون الله، يلتجئ إليه ويدعوه، قال تعالى: " فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ" (الأعراف، آية: 30).

وقد قضى الله عز وجل فيمن تولى الشيطان أن يضله عن الصراط المستقيم ويهديه إلى عذاب الجحيم (?).

ـ قال تعالى: " وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ * كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ" (الحج، آية: 3 ـ 4).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015