ـ وقال تعالى:" شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" (آل عمران، آية: 18).
ولا تدل هذه الآية الكريمة على مجرد تشريف الله سبحانه لأهل العلم حيث جمع شهادته بالتوحيد إلى شهادة ملائكته وشهادتهم بذلك، ولكنها تدل كذلك على أن علمهم هو الذي يؤهلهم إلى شهود وحدانية الله عز وجل وإنفراده بالملك والتدبير، فالعلم من أول أسباب الهداية إلى معرفة طريق الله، والاستزادة منه سبيل إلى المزيد من هداه (?).
إن في كل ذرة من ذرات هذا الوجود، وفي كل كائن من الكائنات لآية باعثة على الهدى وإن في ذلك التنسيق البديع والتوافق بين سائر الكائنات لتوائم حياة الإنسان وسعادته فوق الأرض لآيات وآيات كثيرة تبعث على الاهتداء إلى الحق وإن في القرآن الكريم وما حوى من دلائل وبينات وما جاء فيه من موعظة وآيات تحيي القلب وتشفي الصدور وتهدي إلى الحق والصراط المستقيم ولكن هذه الآيات وتلك لا تتضح ولا ينتفع بها إلا القلب المؤمن فالكفر حجاب وحاجز كثيف يمنع من دخول نور القرآن في القلب ويمنع كذلك من الانتفاع بالآية الهادية في هذا الكون فإذا زال هذا الحجاب وانكشف ذلك الحاجز انتفع الإنسان بتلك الآيات الكونية، وانفتحت أمامه أيضاً كنوز القرآن من الهدى والمعرفة وقد جاءت آيات كثيرة تبين أن المؤمن هو الذي ينتفع ويستفيد من الذكرى ومن هدى القرآن، ومن الآيات الباعثة على الهدى في هذا الكون:
ـ قال تعالى:"طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ * هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ" (النمل، آية: 1 ـ 2).